Tuesday, March 12, 2019

يتظاهرون ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة

كما أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تقديم موعد العطلة الدراسة في الجامعات على أن تبدأ اعتبارا من الأحد 10 مارس/آذار، خلافا لما كان مقررا مسبقا وهو أن تبدأ العطلة الخمس 21 مارس/آذار 2019. ويرى متظاهرون أن الهدف من قرار تقديم موعد عطلة الربيع هو محاولة التأثير في حجم الحراك الطلابي.
ويعاني الرئيس الجزائري من صعوبات في الحركة والكلام إثر تعرضه لجلطة دماغية عام 2013.
وفي حديث مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور محمد هنيد، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون، إن "الثورات الشعبية التحررية تنتقل سريعا بين الشعوب، تهدأ بعض الاحيان تخفق هنا وهناك، وتتعلم كل ثورة من سابقتها وتتأثر بها، تمر بمنعرجات ولكنها لا تموت".
ويضيف هنيد أن "روح الربيع العربي لا تزال مستمرة كما أظهرت الاحتجاجات الكبيرة في الجزائر والسودان".
ويرى هنيد أن "ظهور موجات جديدة من الاحتجاجات كل بضعة أشهر، يثبت أن الحراك الشعبي الذي بدأ قبل ثماني سنوات لا يزال ملتهبا، فالشعوب العربية لا تزال قادرة على إيجاد طرق سلمية للتعبير عن غضبها. ولن تجدي نفعا محاولات التخويف التي تمارسها السلطات والقوى الإقليمية المضادة للربيع العربي".
وأخيرا يشير هنيد إلى أن "كل البلاد التي مرت بالربيع العربي، والتي لم تتحقق مطالب الربيع العربي بها مؤهلة لموجة جديدة، يمكن أن يحدث ذلك في مصر أو تونس أو ليبيا لتصحيح الإخفاقات التي جرت، وربما تمتد إلى بلدان أخرى لم تشهد الربيع العربي مثل موريتانيا والمغرب".
وفي حديث آخر مع بي بي سي عربي، يقول يسري حسين، الكاتب والمحلل السياسي، إن "أي موجة رفض للاستبداد والدكتاتورية يمكن أن تبعث رياح التغيير في البلدان المحيطة، لكن لكل بلد ظروفه الخاصة، فإذا كانت هناك ظروف موضوعية تتيح إعادة الربيع العربي، فيمكن أن نرى موجة جديدة منه".
ويضيف حسين أن "السودان تجربة خاصة لأن البشير ظل في الحكم فترة طويلة، كما أن الجزائر ونتيجة مرض الرئيس ووجود من يحكمون من خلف الستار تسبب في غضب الجزائريين".
ويؤكد حسين أنه "لا يمكن نقل تجربة شعب إلى شعب آخر، ففي مصر، عانى المصريون بعد ثورة يناير من حكم الإخوان مما قد يجعلهم يفكرون كثيرا قبل إقدامهم على ربيع عربي جديد".
ويقول حسين: "ليست كل الحركات التي تخرج للاحتجاج لديها أهداف سامية وتأتي بالديمقراطية، يجب الحذر من حالة الفوضى وتفكيك الدول الوطنية، إلا اذا كانت هناك بدائل واضحة تحافظ على تماسك الدولة وعدم الانجرار إلى العنف".
وأخيرا يشير حسين إلى "الأوضاع المأساوية التي جلبها الربيع العربي في دول مثل ليبيا واليمن".
تعاني معظم الدول التي شهدت الربيع العربي مشاكل وصعوبات، ففي مصر، يشكو المصريون من أوضاع اقتصادية صعبة وارتفاعات متتالية في أسعار الخدمات الأساسية من المياه والكهرباء وتكلفة وسائل النقل، فضلا عن ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الرئيسية لا تتناسب مع دخل المواطن المصري.
كما يجري الحديث عن إجراء تعديلات دستورية تتيح للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، البقاء في السلطة، نظريا، حتى عام 2034، فضلا عن توسيع نطاق صلاحياته الحالية.
وفي تونس، تزداد موجة الاحتجاجات المطالبة برفع رواتب العاملين في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وتفكك واضح في حزب نداء تونس، وحديث التونسيين عن عدم تحقيق ثورة الياسمين لأهدافها كاملة. ذلك رغم إقرار طيف واسع من التونسيين بزيادة مساحة الحريات، خاصة حرية التعبير.
ويعاني اليمنيون من حرب أهلية وصراع على السلطة تسبب في مقتل الآلاف، في ظل أوضاع إنسانية شبه كارثية وتحذيرات منظمات أممية من مجاعة لم يعرف العالم مثيل لها منذ عقود.
ويعيش اليمن صراعا على السلطة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف به دوليا، والمدعوم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وجماعة أنصار الله الحوثية، منذ ما يزيد عن أربع سنوات.
ولا تختلف الأوضاع مأساوية في ليبيا، التي تشهد صراعا آخر على السلطة وعدم استقرار مؤسسات الدولة.
  • هل تعيد احتجاجات السودان والجزائر إحياء الربيع العربي من جديد؟
  • ما أوجه الاختلاف والشبه بين ما يحدث في كل من السودان والجزائر والربيع العربي 2011؟
  • هل سينجح السودانيون والجزائريون في تحقيق ما فشلت فيه شعوب عربية أخرى؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 11 مارس/آذار من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.